امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 51
نمايش فراداده

فإذا كنتم تتصورون أنّكم إذا توليتم وأعرضتم عن الذهاب الى سوح الجهاد، فإنّعجلة الإسلام ستتوقف و ينطفئ نور الإسلام،فأنتم في غاية الخطأ و اللّه غني عنكم وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ قوماأفضل منكم من كل جهة، لا من حيث الشخصيّةفحسب، بل من حيث الإيمان و الإرادة والشهامة و الاستجابة و الطاعة وَ لاتَضُرُّوهُ شَيْئاً.

و هذه حقيقة و ليست ضربا من الخيال أوأمنية بعيدة المدى، فاللّه عزيز حكيم وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

ملاحظات

1- في الآيتين آنفتي الذكر تأكيد علىالجهاد من سبعة وجوه:

الأوّل: أنّها تخاطب المؤمنين ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.

الثّاني: أنّها تأمر بالتحرك نحو ميدانالجهاد انْفِرُوا.

الثّالث: أنّها عبرت عن الجهاد بـ فِيسَبِيلِ اللَّهِ.

الرّابع: الاستفهام الإنكاري في تبديلالدنيا بالآخرة أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِالدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ؟

الخامس: التهديد بالعذاب الأليم.

السّادس: الاستبدال بالمخاطبين قَوْماًغيرهم.

السّابع: أنّ اللّه على كل شي‏ء قدير و لايضره شيئا و إنّما يعود الضرر علىالمتخلفين.

2- يستفاد من الآيتين- آنفتي الذكر- أن تعلققلوب المجاهدين بالحياة الدنيا يضعفهمتهم في أمر الجهاد، فالمجاهدون ينبغي أنيكونوا معرضين عن الدنيا، زهّادا غيرمكترثين بزخارفها و زبارجها.