امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
المعنويات و إحباط المؤمنين أبدا. فقد كانالموسم موسم اقتطاف الثمار و جمع المحاصيلالزراعية، و كان هذا الموسم للمزارعينيعدّ فصلا مصيريا، إذ فيه رفاه سنتهم هذامن جهة.و من جهة أخرى، فإنّ بعد المسافة و حرارةالجوّ- كما أشرنا آنفا- كلّ ذلك كان منالعوامل المثبطة للمسلمين في حركتهم نحومواجهة الأعداء.فنزل الوحي ليشدّ من أزر الناس، و الآياتتترى الواحدة بعد الأخرى لإزالة الموانع والأسباب المثبطة.ففي الآية الأولى- من الآيتين محل البحث-يدعو القرآن المسلمين الى الجهاد بلسانالترغيب تارة و بالعتاب تارة أخرى وبالتهديد ثالثة فهو يدعوهم و يهيؤهم الىالجهاد، و يدخل إليهم من كل باب.إذ تقول الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُانْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِاثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ.«اثّاقلتم» فعل مشتق من الثقل، و معناهواضح إذ هو خلاف «الخفيف» و جملة«اثاقلتم» كناية عن الرغبة في البقاء فيالوطن و عدم التحرك نحو سوح الجهاد، أوالرغبة في عالم المادة و اللصوق بزخارفهاو الانشداد نحو الدنيا، و على كل حالفالآية تخاطب من كان كذلك من المسلمين-ضعاف الإيمان- لا جميعهم، و لا المسلمينالصادقين و عاشقي الجهاد في سبيل اللّه.ثمّ تقول الآية مخاطبة إيّاهم بلهجةالملامة: أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِالدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُالْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِإِلَّا قَلِيلٌ.فكيف يتسنى للإنسان العاقل أن يساوممساومة الخسران، و كيف يعوّض متاعا غاليالا يزول بمتاع زائل لا يعد شيئا؟! ثمّتتجاوز الآية مرحلة الملامة و العتاب الىلهجة أشدّ و أسلوب تهديديّ جديد، فتقول:إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْعَذاباً أَلِيماً.