امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 530
نمايش فراداده

ه- سفينة النجاة:

لا يمكن الخلاص من أي طوفان دون سفينةالنجاة، و ليس شرطا أن تكون هذه السفينة منالخشب و الحديد، بل ما أحسن أن تكون هذهالسفينة دينا يقوّم السلوك و يهب الحياةالطيبة و يقاوم أمام أمواج طوفان الانحرافالفكري، و يوصل أتباعه إلى ساحل النجاة.

و على هذا الأساس وردت روايات كثيرة عنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيمصادر الشيعة و السنة تعبر عن أهل بيته- وهم الأئمّة الطاهرون و حملة الإسلام-بأنّهم «سفينة النجاة».

يقول حنش بن المغيرة و أبو ذرّ آخذ بحلقةباب الكعبة و هو يقول: أنا أبو ذر الغفاري،من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم‏

سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم يقول: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوحمن ركبها نجا» «1».

و في بعض الرّوايات أضيف إليها هذا النص‏

«و من تخلف عنها غرق» «2» أو «من تخلف عنها هلك» «3».

هذا الحديث الشريف عن النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم يبيّن بصراحة أنّه حينيطغى الطوفان الفكري و العقائدي والاجتماعي في المجتمع الإسلامي، فإنّطريق النجاة الوحيد هو الالتجاء إلى مذهبأهل البيت عليهم السّلام دون المذهب التياصطنعتها السلطات السابقة و التي لا علاقةلها بأهل البيت عليهم السّلام.

(1) عيون الأخبار، ج 1، ص 211.

(2) المعجم الكبير بخط الحافظ الطبراني،صفحة 30 مخطوط.

(3) المصدر نفسه عن جماعة من أهل السنة كابنالمغازلي و الخوارزمي، الجزء التاسع منأحقاف الحق، ص 280 لمزيد الإيضاح جديدة.