د- المرتكزات الجوفاء:
من الطبيعي أنّ كل أحد يعتمد في التغلّبعلى الصعاب و مواجهة المشاكل في حياته إلىأمر ما، فجماعة يعتمدون على الثروة والمال، و جماعة على المقام و المنصب، وجماعة يلجأون إلى القدرة الجسمية، و آخرونإلى أفكارهم .. و لكن- كما تخبرنا الآياتالمتقدمة و يرينا التاريخ- لا أحد من هؤلاءيستطيع أن يقاوم أدنى مقاومة أمام أمراللّه و قدرته، حيث يكون مثله كمثل خيطالعنكبوت يتلاشى أمام هبوب الرياحالشديدة.فابن نوح عليه السّلام لغروره و غفلته كانغارقا في مثل هذا الوهم، و ظن أنّ الجبلسيعصمه من طوفان غضب اللّه و يحميه و لكنموجة واحدة من ذلك الطوفان المتلاطم كشفتسراب ظنّه و أنهت حياته. من هنا نقرأ في بعض الأدعية
«إنّي هارب منك إليك» «2»أي: لو كان هناك ملجأ أمام طوفان غضبك ياربّ، فهذا الملجأ هو ذاتك المقدسة والعودة إليك لا إلى سواك.(1) سفينة البحار ص 663 الجزء الأول.(2) دعاء أبي حمزة الثمالي.