امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 538
نمايش فراداده

العمل حتى صار هو العمل بذاته.

فابن نوح كان كذلك، فقد جالس رفقاء السوءو غاص في أعمالهم السيئة و أفكارهمالمنحرفة، بحيث كأنّ وجوده تبدل إلى عملغير صالح! ..

فعلى هذا .. و إن كان التعبير المقدم موجزاو مختصرا جدا، إلّا أنّه يعبّر عن حقيقةمهمّة في ابن نوح!.

أي لو كان هذا الظلم و الانحراف و الفسادفي وجود ابن نوح سطحيّا لكانت الشفاعة فيحقّه ممكنة، و لكنّه أصبح غارقا في الفسادو الانحراف، فليس للشفاعة هنا محلّ، فدعالكلام فيه يا نوح! ..

و ما يراه بعض المفسّرين من أن كنعان لميكن ابن نوح حقيقة، أو أنّه كان ابنا غيرشرعي، أو أنّه ابن شرعي من زوجته عن رجلآخر، بعيد عن الصواب لأنّ قوله: إِنَّهُعَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ في الواقع علةلقوله: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أيإنّما نقول لك إنّه ليس من أهلك فلأنّهانفصل عنك بعمله و إن كان الرباط النسبي لايزال قائما ..

2- دائرة الوعد الإلهي‏

مع ملاحظة ما ورد في الآيات المتقدمة منخطاب نوح لربّه و ما أجابه اللّه به، ينقدحهذا السؤال و هو: كيف لم يلتفت نوح إلى أنّابنه كنعان كان خارج دائرة الوعد الالهي؟

و يمكن الإجابة على هذا السؤال- كما أشرناآنفا- أنّ هذا الابن لم تكن له طريقة واحدةمعروفة، فتارة تراه مع المؤمنين و أخرى معالكفار، ممّا يوهم أنّه مؤمن. بالإضافةإلى الإحساس بالمسؤولية الكبرى التي كاننوح يجدها في نفسه بالنسبة إلى ولده، كذلكالمحبّة و العلاقة الطبيعية التي يجدها كلأب بالنسبة لابنه، و الأنبياء غير مستثنينمن هذا القانون، كل ذلك كان سببا في أنيطلب نوح من‏