ربّه هذا الطلب ..
و لكن بمجرّد أن اطّلع على واقع الأمر،أسف على طلبه فورا و اعتذر إلى اللّه راجياعفوه- و إن لم يكن صدر منه ذنب- لأنّ موقعالنّبي يقتضي منه أن يراقب كلامه وتصرفاته، فكان الأولى عليه الترك، و منهنا فقد سأل اللّه العفو و المغفرة ..
و من هنا يتّضح الجواب على سؤال: هل يذنبالأنبياء حتى يطلبوا العفو و المغفرة؟ ..
تعكس الآيات الآنفة درسا من أنجع الدروسالإنسانية و التربوية ضمن بيان قصّة نوح ..درسا لا مفهوم له في المذاهب الماديةلكنّه أصل أساس في المذهب الإلهي والمعنوي.
فالعلائق المادية «النسب، القرابة،الصداقة، المرافقة» تخضع دائما فيالمذاهب السماوية إلى العلائق المعنوية.
و في المذاهب السماوي لا مفهوم للعلاقةالنسبية و القرابة مقابل الرابطةالمذهبية.
هناك حيث تتحقق العلاقة الدينية، كسلمانالفارسي الذي لا هو من أهل بيت النّبي و لامن قريش و لا من أهل مكّة، بل لم يكن أساسامن العرب، و لكنّه طبقا لما
ورد في الحديث الشريف المعروف «سلمانمنّا أهل البيت»
كان يعدّ من أسرة النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم.
إلّا أنّ الابن الواقعي و المباشر للنّبي-كابن نوح- يطرد على أثر قطع علاقتهالدينية، و يقال في شأنه لأبيه نوح:إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ.
قد تكون هذه المسألة المهمّة عسيرة الفهملمن يعيش في دائرة التفكير المادي لكنّهاحقيقة من صميم الأديان السماوية جميعا.