الإشكال «1».
و في الآية الأخيرة التي تنتهي بها قصّة«هود» و قومه «عاد» بيان لنتيجة أعمالهمالسيئة و الباطلة حيث تقول الآية: وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةًو بعد الموت لا يبقى إلّا خزيهم و الصيتالسيء وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يقال لهمأَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْأَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ.
و كان يكفي تعريف هذه الجماعة بلفظ «عاد»و لكن بعد ذكر عاد جاء لفظ «قوم هود» أيضالتؤكّد عليهم أوّلا، و لتشير الى أنّهمالقوم الذين آذوا نبيهم الناصح لهم ثانيا،و لذلك فقد أبعدهم اللّه عن رحمته.
بالرغم من أنّ بعض المؤرّخين الغربيين كـ«أسبرينكل» أرادوا أن ينكروا قصّة «عاد»من الناحية التاريخية، و ربّما كان ذلكبسبب عدم توفر ذكر لهم في غير الآثارالإسلامية، و لم يجدوها في كتب العهدالقديم «التوراة» و لكن هناك وثائق- تشيرإلى قصّة عاد- مشهورة إجمالا بين العرب فيزمن الجاهلية، و قد ذكرهم شعراء العرب قبلالإسلام، و حتى في العصر الجاهلي كانوايطلقون لفظ «العاديّ» على البناء العالي والقوي نسبة إلى عاد.
و يعتقد بعض المؤرّخين أنّ لفظ «عاد» يطلقعلى قبيلتين:
إحداهما: قبيلة كانت تقطن الحجاز قبلالتاريخ ثمّ زالت و زالت آثارها أيضا،
(1) يراجع في هذا الصدد تاج العروس للزبيديو المفردات للراغب مادة (جبر) و (كبر) و مجمعالبيان و تفسير البيان ذيل الآية محلالبحث و آيات سورة الحشر الأخيرة.