وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِسَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌبِالْكافِرِينَ (49)
قال جماعة من المفسّرين: إنّ النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم كان يعبّئ المسلمينو يهيؤهم لمعركة تبوك و يدعوهم للتحركنحوها، فبينا هو على مثل هذه الحال إذابرجل من رؤساء طائفة «بني سلمة» يدعى «جدّبن قيس» و كان في صفوف المنافقين، فجاء إلىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مستأذناأن لا يشهد المعركة، متذرعا بأنّ فيه شبقاإلى النساء، و إذا ما وقعت عيناه على بناتالروم فربّما سيهيم ولها بهنّ و ينسحب منالمعركة!! فأذن له النّبي بالانصراف.
فنزلت الآية أعلاه معنفة ذلك الشخص!
فالتفت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمإلى بني سلمة و قال: من كبيركم؟ فقالوا: جدّبن قيس، إلّا أنّه رجل بخيل و جبان، فقال: وأي شيء أبشع من البخل؟ ثمّ قال: إن كبيركمذلك الشاب الوضيء الوجه بشر بن براء «وكان رجلا سخيا سمحا بشوشا».