امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 82
نمايش فراداده

الآيتان [سورة التوبة (9): الآيات 56 الى 57]

وَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْلَمِنْكُمْ وَ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْيَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْمُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَ هُمْيَجْمَحُونَ (57)

التّفسير

علامة أخرى للمنافقين

ترسم الآيتان أعلاه حالة أخرى من أعمالالمنافقين بجلاء، إذ تقول الآية الأولى:وَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْلَمِنْكُمْ وَ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ و من شدّةخوفهم و فرقهم يخفون كفرهم و يظهرونالإيمان.

و «يفرقون» من مادة «الفرق» على زنة«الشفق» و معناه شدّة الخوف.

يقول «الراغب» في «المفردات» إن الفرق فيالأصل معناه التفرّق و التشتت، فكأنّهملشدّة خوفهم تكاد قلوبهم أن تتفرق وتتلاشى.

و في الواقع أنّ مثل هؤلاء لما فقدوا مايركنون إليه في أعماقهم، فهم في هلع واضطراب عظيم دائم، و لا يمكنهم أن يكشفواعمّا في باطنهم لما هم عليه من الهلع والفزع، و حيث أنّهم لا يخافون اللّه «لعدمإيمانهم به»، فهم يخافون من كل شي‏ء غيره،و يعيشون في استيحاش دائم، غير أنّالمؤمنين الصادقين ينعمون في‏