امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
ظل الإيمان بالهدوء و الاطمئنان.و الآية التالية تصوّر شدّة عداوةالمنافقين للمؤمنين و نفورهم منهم، فيعبارة موجزة إلّا أنّها في غاية المتانة والبلاغة، إذ تقول: لَوْ يَجِدُونَمَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًالَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَ هُمْيَجْمَحُونَ.«الملجأ» معناه معروف، و هو ما يأوي إليهالخائف عادة، كالقلاع و الكهوف وأضرابهما.و «المغارات» جمع مغارة.و «المدّخل» هو الطريق الخفي تحت الأرض،كالنقب مثلا.و «يجمحون» مأخوذ من الجماح، و معناهالحركة السريعة و الشديدة التي لا يتأتىلأيّ شيء أن يصدها، كحركة الخيولالمسرعة الجامحة التي لا تطاوع أصحابها، ولذلك سمّي الجواد الذي لا يطاوع صاحبهجموحا أو جامحا.و على كل حال، فهذه الآية واحدة من أبلغالآيات و التعابير التي يسوقها القرآن فيوصف المنافقين، و بيان هلعهم و خوفهم وبغضهم إخوانهم المؤمنين، بحيث لو كان لهمسبيل للفرار من المؤمنين، و لو على قممالجبال أو تحت الأرض، لولّوا إليه و هميجمحون، و لكن ما عسى أن يفعلوا مع الروابطالتي تربطهم معكم من القبيلة و الأموال والثروة، كل ذلك يضطرهم إلى البقاء على رغمأنوفهم.