امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 85
نمايش فراداده

التّفسير

الأنانيون السفهاء

في الآية الأولى أعلاه إشارة إلى حالةأخرى من حالات المنافقين، و هي أنّهم لايرضون أبدا بنصيبهم، و يرجون أن ينالوا منبيت المال أو المنافع العامّة ما استطاعواإلى ذلك سبيلا، سواء كانوا مستحقين أم غيرمستحقين، فصداقتهم و عداوتهم تدوران حولمحور المنافع سلبا و إيجابا.

فمتى ملئت جيوبهم رضوا (عن صاحبهم) و متىما أعطوا حقّهم و روعي العدل في إيتاءالآخرين حقوقهم سخطوا عليه، فهم لا يعرفونللحق و العدالة مفهوما «في قاموسهم» و إذاكان في قاموسهم مفهوم للحق أو العدل، فهوعلى أساس أن من يعطيهم أكثر فهو عادل، و منيأخذ حق الآخرين منهم فهو ظالم!! و بتعبيرآخر: إنّهم يفقدون الشخصية الاجتماعية، ويتمسكون بالشخصية الفردية و المنافعالخاصّة، و ينظرون للأشياء جميعا من هذهالزّاوية (المشار إليها آنفا).

لذا فإنّ الآية تقول: وَ مِنْهُمْ مَنْيَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ لكنّهم فيالحقيقة ينظرون إلى منافعهم الخاصّةفَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْلَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْيَسْخَطُونَ.

فهؤلاء يرون أنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم غير منصف و لا عادل!! و يتهمونهفي تقسيمه المال!.

وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُاللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُواحَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُمِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَىاللَّهِ راغِبُونَ.

ترى ألا يوجد أمثال هؤلاء في مجتمعاتناالإسلامية المعاصرة؟! و هل الناس جميعاقانعون بحقّهم المشروع! فمن أعطاهم حقهمحسبوه عادلا؟! ممّا لا ريب فيه أنّ الجوابعلى السؤال الآنف بالنفي، و مع كل الأسففما