إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْهاوَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِيالرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِيسَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِفَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُعَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)
في تاريخ صدر الإسلام مرحلتان يمكنملاحظتهما بوضوح، إحداهما في مكّة، حيثكان هدف النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو المسلمين فيها تعليم الأفراد و تربيتهمو نشر التعاليم الإسلامية. و الثّانية فيالمدينة، حيث أقدم النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم على تشكيل حكومة إسلاميّة أجرىمن خلالها الأحكام و التعاليم الإسلامية.
و ممّا لا شك فيه أنّ أوّل و أهم مسألةواجهت تشكيل الحكومة هي إيجاد بيت المال،إذ عن طريقه تؤمّن حاجات الدولةالاقتصادية، و هي حاجات طبيعية توجد في كلدولة بدون استثناء، و من هنا كان إيجاد بيتالمال من أوائل أعمال النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم في المدينة، و تشكلالزكاة أحد موارده، و على المشهور فإنّهذا الحكم شرّع في السنة الثّانية للهجرةالنبوية.