امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 118
نمايش فراداده

يتحدّث بلغة- من دون لسان- عن النتائجالقطعية و غير القابلة للإنكار للتطبيقاتالعملية للمذاهب و الخطط و البرامج عند كلقوم.

و قصص الماضين مجموعة من اكثر التجاربقيمة. و نعرف انّ خلاصة الحياة و محصولهاليس شيئا سوى التجربة.

و التاريخ مرآة تنعكس عليها جميع ماللمجتمعات الانسانية من محاسن و مساوئ ورقي و انحطاط و العوامل لكلّ منها.

و على هذا فإنّ مطالعة تاريخ الماضين تجعلعمر الإنسان طويلا بقدر أعمارهم حقّا،لانّها تضع مجموعة تجاربهم خلال أعمارهمتحت تصرفه و اختياره.

و لهذا يقول الامام علي عليه السّلام في حديثهالتاريخي خلال وصاياه لولده الحسنالمجتبى في هذا الصدد: «اي بني اني و ان لمأكن عمّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت فياعمالهم، و فكّرت في اخبارهم، و سرت فيآثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأنّي بماانتهى الي من أمورهم قد عمرت من اوّلهم الىآخرهم» «1».

و التاريخ الذي نتحدث عنه طبعا هو التاريخالخالي من الخرافات و الأكاذيب والتملّقات و التحريفات و المسوخات.

و لكن- و للأسف- مثل هذا النوع من التاريخقليل جدا.

و لا ينبغي ان نبعد عن النظر ما للقرآن مناثر في بيان «نماذج» من التاريخ الأصيل واراءتها.

التاريخ الذي ينبغي ان يكون كالمرآةالصافية لا المقعّرة.

التاريخ الذي لا يتحدث عن الوقائع فحسب،بل يصل الى الجذور و يسترشف النتائج.

فمع هذه الحال لم لا يستند القرآن- الذي هوكتاب تربوي عال في فصوله-

(1) نهج البلاغة، من كتاب له عليه السّلاملولده الحسن المجتبى عليه السّلام.