امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 142
نمايش فراداده

يعوّض عنه، و ربّما كان هذا التعبير مثيرالنار الحسد في اخوة يوسف اكثر.

و من جهة اخرى فإنّ هذا الموضوع الذي أشاراليه يعقوب، و هو حزنه على ابتعاد يوسف عنهيمكن ردّه، و هو لا يحتاج الى بيان، لانّالولد لا بدّ له من الابتعاد عن أبيه مناجل ان ينمو و يرشد، و إذا أريد له ان يكونكنبات «النّورس» بحيث يبقى تحت ظل شجرة«وجود الأب» فإنّه سوف يبقى عالة عليه فلابدّ من هذا الابتعاد و الانفصال حتىيتكامل ولده، فاليوم تنزّه و غدا اجتهاد ومثابرة لتحصيل العلم، و بعد غد عمل و سعيللحياة، و أخيرا فإنّ الانفصال لا بدّ منه.

لذلك فإنّهم لم يجيبوه عن الشقّ الاوّل منكلامه، بل أجابوه عن الشقّ الثّاني لانّهكان مهما و اساسيا بالنسبة لهم إذ قالُوالَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُعُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ.

اي: أ ترانا موتى فلا ندافع عن أخينا، بلنتفرج على الذئب كيف يأكله! ثمّ اضافة الىعلاقة الاخوة التي تدفعنا للحفاظ علىأخينا، ما عسى ان نقول للناس عنّا؟ هلننتظر ليقال عنّا: انّ جماعة أقوياء و فتيةأشداء جلسوا و تفرجوا على الذئب و هو يفترسأخاهم! فهل نستطيع العيش بعد هذا معالناس؟! لقد أجابوا أباهم بما تضمن قوله:أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ و مشغولونبلعبكم، كيف يكون ذلك؟ و المسألة ليستبهذه البساطة ...

انّها الخسارة و ذهاب ماء الوجه و الخزي ...إذ كيف يمكن لواحد منّا ان يشغله اللعبفيغفل عن أخيه يوسف، لانّه في مثل هذهالحال لا تبقى لنا قيمة و لا نصلح لاي عمل.

و يبرز هنا سؤال مهم ... و هو: لماذا أشاريعقوب الى خطر الذئب من دون الاخطارالاخرى؟! قال البعض: ان صحراء كنعان- كانت-«صحراء مذئبة» و من هنا كان‏