ديان يوم الدين ضيعنا أخانا و قتلنا أبانافلم يفق الّا ببرد السحر «1».
و بالرغم من احتراق قلبه و لهيب روحه لميجر على لسانه ما يدل على عدم الشكر اواليأس او الفزع او الجزع، بل قال: فَصَبْرٌجَمِيلٌ «2» ثمّ قال: وَ اللَّهُالْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ واسأله ان يبدل مرارة الصبر في فمي الى«حلاوة» و يرزقني القوة و القدرة علىالتحمّل اكثر امام هذا الطوفان العظيم،لئلا افقد زمامي و يجري على لساني كلام غيرلائق.
و لم يقل: اسأله ان يعطيني الصبر على موتيوسف، لانّه كان يعلم ان يوسف لم يقتل ... بلقال: اطلب الصبر على مفارقتي ولدي يوسف ... وعلى ما تصفون.
ينقل ابو حمزة الثمالي عن الامام السجادفيقول: كنت يوم الجمعة في المدينة و صليتالغداة مع الامام السجاد عليه السّلامفلمّا فرغ من صلاته و تسبيحه نهض الى منزلهو انا معه، فدعا مولاة له تسمى سكينة فقاللها: «لا يعبر على بابي سائل الّا أطعمتموهفإنّ اليوم يوم الجمعة».
يقول ابو حمزة: فقلت له: ليس كل من يطلبالعون مستحقا له، فقال: يا أبا ثابت، أخافأن يكون بعض من يسألنا محقّا فلا نطعمه ونردّه فينزل بنا- اهل البيت- ما نزل بيعقوبو آله. أطعموهم ان يعقوب كان يذبح كل يومكبشا فيتصدق منه و يأكل هو و عياله منه، وان سائلا مؤمنا صوّاما محقّا له عند اللّهمنزلة، و كان مجتازا غريبا اعترّ على بابيعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره
(1) تفسير الآلوسي: ذيل الآية. (2) صبر جميل (صفة و موصوف) خبر لمبتدإمحذوف، و تقدير الكلام: صبري صبر جميل.