الكبير الذي يوجب عليهم ان يراقبوا كلحركاتهم و سكناتهم، لانّ «حسنات الأبرارسيئات المقربين».
فإذا كان يعقوب عليه السّلام قد ابتليبهذا البلاء و الهمّ لانّه لم يطلع على حالقلب السائل و آلامه، فكيف الحال فيالمجتمعات التي تغرق فيها طائفة بالنعيم والرفاه و طائفة من الناس جياع، كيف لايشملهم غضب اللّه! و كيف يسلمون من عذاباللّه!
ترد في روايات اهل البيت عليهم السّلام وروايات اهل السنة، ان يوسف حين استقرّ فيقعر الجبّ انقطع أمله من كل شيء، و صرفكلّ توجهه الى ذات اللّه المقدسة يناجيربّه، و كانت لديه حوائج ذكرها بتلقينجبرئيل إياه ...
ففي رواية انّه دعا ربّه بهذه المناجاة «اللّهم يا مؤنس كل غريب، و يا صاحب كلوحيد، يا ملجأ كل خائف، و يا كاشف كل كربة،و يا عالم كل نجوى، و يا منتهى كل شكوى، ويا حاضر كل ملا، يا حيّ يا قيّوم، اسألك انتقذف رجاءك في قلبي، حتى لا يكون لي همّ ولا شغل غيرك، و ان تجعل لي من امري فرجا ومخرجا، انّك على كل شيء قدير».
و من الطريف انّنا نقرا في ذيل هذهالرواية، انّ الملائكة سمعت صوت يوسففنادت:
«الهنا نسمع صوتا و دعاء، الصوت صوت صبي والدعاء دعاء نبيّ» «1».
و هناك نقطة تدعو للالتفات و هي: حين رمىيوسف اخوته في الجبّ خلعوا عنه قميصه وتركوه عاريا، فنادى: اتركوا لي قميصي- علىالأقل- لاغطي به بدني إذا بقيت حيا، و يكونكفني إذا متّ. فقال له اخوته: اطلبه منالشمس
(1) تفسير القرطبي، ج 5، ص 337.