امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 183
نمايش فراداده

بأسلوب معجب- الدقّة في البيان مع المتانةو العفّة، دون ان يغضّ الطرف عن ذكرالوقائع، او ان يظهر العجز، و قد استعملجميع الأصول الاخلاقية و الأمور الخاصّةبالعفّة.

و نعرف انّ اخطر ما في هذه القصّة ما جرىفي «خلوة العشق» و ما أظهرته امراة العزيزبابتكارها و هواها.

و القرآن يتناول كلّ ما جرى من حوادث ويتحدّث عنها دون ان يظهر اقلّ انحراف مناصول العفّة حيث يقول: وَ راوَدَتْهُالَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِوَ غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَ قالَتْهَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُرَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لايُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (يوسف 23).

و المسائل التي تسترعي الانتباه في هذهالقصّة ما يلي:

1- كلمة «راود» تستعمل في مكان يطلب فيهاحد من الآخر شيئا بإصرار ممزوجا بالترغيبو اللين، لكن ما الذي ارادته امراة العزيزمن يوسف؟! .. بما انّه كان واضحا فقد اكتفىالقرآن بالكناية و التلميح دون التصريح!.

2- انّ القرآن هنا لم يعبّر عن امراةالعزيز تعبيرا مباشرا، بل قال: الَّتِيهُوَ فِي بَيْتِها ليقترب من بيان العفّةو اسدال الحجاب، كما جسّد معرفة يوسفللحقّ و جسّد مشاكل يوسف ايضا في عدمالتسليم إزاء من كانت حياته في قبضتها.

3- غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ التي تدلّ علىالمبالغة و انّ الأبواب جميعا أوصدتبشدّة، (و هذا تصوير من هذا الميدانالمثير).

4- جملة هَيْتَ لَكَ تشرح آخر كلام امراةالعزيز للبلوغ الى وصال يوسف، و لكنّها فيعبارة متينة ذات مغزى كبير و ليس فيها مايشير الى تعبير سيئ.

5- مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيأَحْسَنَ مَثْوايَ التي قالها يوسف لتلكالمراة الجملية، معناها كما يقول اكثرالمفسّرين: انّي ألتجئ الى اللّه فإنّعزيز مصر