امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 195
نمايش فراداده

عادة حتّى يكون دخوله الى المجلس مفاجأةللجميع.

نساء مصر- و طبقا لبعض الرّوايات التيتقول: كنّ عشرا .. او اكثر- فوجئن بظهور يوسفكأنّه البدر او الشمس الطالعة، فتحيّرن منجماله فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُو فقدن انفسهنّ وَ قَطَّعْنَأَيْدِيَهُنَّ مكان الفاكهة، و حين وجدنالحياء و العفّة تشرقان من عينيه و قداحمّر وجهه خجلا صحن جميعا وَ قُلْنَ حاشَلِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّامَلَكٌ كَرِيمٌ «1».

و هناك اقوال بين المفسّرين في انّ النسوةالى اي حدّ قطّعن أيديهن؟ فمنهم من بالغ فيالأمر، و لكن كما يستفاد من القرآن على نحوالإجمال انّهن جرحن ايديهنّ.

و في هذه الحال التي كانت الدماء تسيل منايدي النسوة و قد لاحظن ملامح يوسف كلّها وصرن امامه «كالخشب المسنّدة» كشفن عنانّهن لسن بأقل من امراة العزيز عشقاليوسف، فاستغلّت امراة العزيز هذه الفرصةفـ قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِيلُمْتُنَّنِي فِيهِ.

فكأنّ امراة العزيز أرادت ان تقول لهنّ:لقد رأيتن يوسف مرّة واحدة فحدث لكنّ ماحدث و فقدتنّ صوابكن و قطعتن أيديكن منجماله و عشقه، فكيف الام و انا أراه و اسكنمعه ليل نهار؟! و هكذا احسّت امراة العزيزبالغرور لانّها وفّقت في ما ألقته من فكرةو اعطت لنفسها العذر، و اعترفت بكلّ صراحةبكلّ ما فعلت و قالت: وَ لَقَدْ راوَدْتُهُعَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ.

و بدلا من ان تظهر الندم على كلامها اوتتحفّظ على الأقل امام ضيوفها، أردفتالقول بكلّ جدّ يحكي عن ارادتها القطعيّة:وَ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُلَيُسْجَنَنَ‏

(1) «حاش لله» من مادة «حشى» معناها الطرفاو الناحية .. و التحاشي الابتعاد و مفهومجملة «حاش لله» اي ان الله منزه، و هياشارة الى ان يوسف عبد منزه و طاهر.