امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 212
نمايش فراداده

المتفرّقة، كلّها أساس التفرقة فيالمجتمعات، و طالما هناك تفرقة فالجبابرةمسلّطون على رقاب الناس، لذلك اعطى يوسف«دستورا» و امرا بقطع جذورهم بسيف التوحيدالباتر، لئلّا يضطرّوا الى رؤية الحريّةفي الأحلام و المنام، بل ينبغي ان يشاهدواالحريّة في اليقظة.

ترى، أ ليس الجبابرة المسلّطون على رقابالناس هم ثلّة من الافراد يستطيع الناسمكافحتهم، الّا انّهم بإيجاد التفرقة والنفاق، و عن طريق «الأرباب المتفرقين»استطاعوا ان يتحكّموا على رقاب الناس ويهدّوا قوى المجتمع!.

و من الطبيعي ان يكون اليوم الذي تجتمعفيه الأمم على كلمة التوحيد و توحيدالكلمة تحت راية «اللّه الواحد القهّار» ويجمعوا قواهم، هو يوم زوال أولئك الجبابرةالظالمين، و هذا درس مهم جدّا ليومنا وغدنا و لجميع الناس في كلّ المجتمعاتالبشرية و على امتداد التاريخ.

و من الضروري ان نلتفت الى هذه المسألةالدقيقة، و هي انّ يوسف يقول:

إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ثمّ يؤكّدأنّ العبادة و الخضوع لا تكونان إلّا لهأَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّاإِيَّاهُ و يؤكّد بعد ذلك بالقول: ذلِكَالدِّينُ الْقَيِّمُ و يعقّب أخيرا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ.

فعلى هذا لو تعلّم الناس المعارف الصحيحةو عرفوا الحقيقة، و نهضت فيهم حقيقةالتوحيد، فإنّ المشاكل ستنحلّ لا محالة.

4- استغلال شعار بنّاء بشكل سيئ‏

شعار إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ الذيهو شعار قرآني ايجابي مثبت، ينفي ايّةحكومة كانت سوى حكومة اللّه او ما تنتهياليه حكومة اللّه، الّا انّه- و للأسف-استغلّ على امتداد التاريخ بشكل عجيب، ومن ذلك استغلال الخوارج لهذا الشعار فيواقعة «النهروان» حيث كانوا أناسا جامدينحمقى قشريين منحرفين‏