كذلك فـ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمايَشاءُ.
فيتولّى امور عباده بالتيسير و التدبير ..و هو يعلم من هو المحتاج و من هو الجديربالاستجابة إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُالْحَكِيمُ.
ثمّ يلتفت يوسف نحو مالك الملك الحقيقي وولي النعمة الدائمة فيقول شاكرا راجيا:رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِالْأَحادِيثِ.
و هذا العلم البسيط بحسب الظاهر «تأويلالأحاديث» كم كان له من اثر عظيم في تغييرحياتي و حياة جماعة آخرين من عبادك، و ماأعظم بركة العلم! فأنت يا ربّ: فاطِرَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ.
و لذلك فقد خضعت و استسلمت قبال قدرتكجميع الأشياء.
ربّاه: أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
اي انّني لا اطلب دوام الملك و بقاء الحكمو الحياة الماديّة منك يا ربّ، لانّ هذهالأمور جميعها فانية و ليس فيها سوىالبريق الجذّاب. بل اطلب منك يا ربّ انتكون عاقبة امري على خير، و ان اقضي حياتيو أموت مؤمنا في سبيلك مسلّما لارادتك، وان أكون في صفوف الصالحين. فهذه الأمور هيالمهمّة لديّ فحسب.
كما بيّنا في الجزء الاوّل من هذاالتّفسير عند بحثنا في شأن سجود الملائكةلآدم، فقلنا: انّ السجود بمعنى العبادةيختص باللّه تعالى و لا تجوز العبادة لاياحد في ايّ مذهب الّا للّه سبحانه و هذا هوالمراد من توحيد العبادة الذي هو قسم مهمّمن التوحيد الذي دعا اليه جميع الأنبياء.