نعمة الأمن أساس جميع النعم، و الحقّانّها كذلك، لانّه متى ذهبت نعمة الأمن،فإنّ سائر مسائل الرفاه و المواهب الماديةو المعنوية يحدق بها الخطر.
ففي جوّ او محيط غير آمن، ليس بالمقدوراطاعة اللّه فيه و لا الحياة الحرّةالكريمة، كما ليس بمقدور الإنسان ان يفكّرتفكيرا مطمئنا هادئا، و لا السعي و الجدّ والجهاد نحو تحقّق الاهداف الاجتماعيةايضا.
و هذه الجملة لعلّها اشارة الى هذهاللطيفة، و هي انّ يوسف يريد ان يقول: انّارض مصر في عهدي و حكومتي ليست هي تلكالأرض في عهد الفراعنة و حكمهم، فأولئكالظالمون المستكبرون المستثمرونالانانيون ولّوا و مضوا كما مضى ذلكالتعذيب و الأذى، فالجوّ جو آمن تماما.
و مرّة اخرى يعوّل يوسف عليه السّلام فيانتهاء عمله و امره على مسألة علم تعبيرالرؤيا، و يجعل هذا العلم البسيط- ظاهرا-الى جانب تلك الحكومة العظمى و من دونمنازع، و هذا يكشف عن تأكيده على اهميّةالعلم مهما كان بسيطا، فيقول:
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِالْأَحادِيثِ.
قد يتقلّب الإنسان في طول عمره في اشكالمختلفة متعدّدة، الّا انّ من المسلّم بهانّ الصفحات الاخيرة من حياته اهمّ منجميع ما مضى عليه، لانّ سجل عمره ينتهيبانتهائها و يتعلّق الحكم النهائي، لذافإنّ الرجال المؤمنين يطلبون من اللّهدائما ان تكون هذه الصفحات من العمر مشرقةنيّرة، و ان يختم لهم بالخير.
و نجد يوسف عليه السّلام يطلب من اللّه-هنا- هذا الأمر نفسه فيقول: تَوَفَّنِيمُسْلِماً