. انّ العذاب الشديد غير مخالف لرحمتهالواسعة، كما لا يتوهّم أحدا انّ رحمتهالعامّة هي إعطاء الفرصة للظالمين انيفعلوا ما يريدون. لانّه في هذه الموارديكون شديد العقاب، و الحصول على نتائج هذهالصفتين للربّ يعني لَذُو مَغْفِرَةٍ ولَشَدِيدُ الْعِقابِ مرهون بسلوك الإنساننفسه.
يستفاد من خلال آيات متعدّده في القرآنالكريم انّ من جملة مشاكل الأنبياء معالمشركين اثبات «المعاد الجسماني» لانّهمكانوا يتعجّبون دائما من هذا الموضوع و هو:كيف يبعث الإنسان من جديد بعد ان صارترابا؟ كما اشارت اليه الآية السابقة أَإِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا لَفِيخَلْقٍ جَدِيدٍ و هناك سبع آيات اخرى تشيرالى هذا الموضوع (الآية 35 و 82 من سورةالمؤمنون 7- 2 النمل 6- 1 و 53 الصافات- 3 ق 7- 4الواقعة).
و من هنا يتّضح انّ هذا التساؤل كان مهمّابالنسبة إليهم حيث كانوا يكرّرونه في كلّفرصة، و لكن القرآن الكريم يجيبهم بعباراتقصيرة و قاطعة، فمثلا الآية (29) من سورةالأعراف: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَتتكوّن من كلمات قليلة و لكنّها مفحمةلهم، و في مكان آخر يقول تعالى: وَ هُوَأَهْوَنُ عَلَيْهِ لانّكم في الخلقالاوّل لم تكونوا شيئا امّا الآن فتوجدعلى الأقل عظام نخرة مع التراب المتبقّيمنكم.
و في بعض الأحيان يأخذ بأيدي الناس ويدعوهم الى التفكّر و الإمعان في عظمة وقدرة الخالق أَ وَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍعَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ.