امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 342
نمايش فراداده

تَزْدادُ «1» اي يعلم بما تزيد عن موعدهاالمقرّر.

في تفسير هذه الجمل الثلاث هناك آراءمختلفة بين المفسّرين:

يعتقد البعض- انّها تشير- كما ذكرنا آنفا-الى وقت الولادة، و هي على ثلاثة انواع:فمرّة يولد المولود قبل موعده. و مرّة فيموعده، و اخرى بعد الموعد المقرّر. فاللّهيعلم كلّ ذلك و يعلم لحظة الولادةبالتحديد، و هذه من الأمور التي لا يستطيعاي احد او جهاز ان يحدّد موعده، و هذاالعلم خاص بذات اللّه المنزّهة، و سببهواضح لانّ استعدادات الأرحام و الاجنّةمختلفة، و لا احد يعلم بهذا التفاوت.

و قال بعض آخر: انّها تشير الى ثلاث حالاتمختلفة للرحم ايّام الحمل، فالجملةالاولى تشير الى نفس الجنين الذي تحفظه، والجملة الثانية تشير الى دم الحيض الذيينصب في الرحم و يمصّه الجنين، و الجملةالثالثة اشارة الى الدم الاضافي الذي يخرجأثناء الحمل أحيانا، او دم النفاس أثناءالولادة «2».

و هناك عدّة احتمالات اخرى في تفسير هذهالآية دون ان تكون متناقضة فيما بينها، ويمكن ان يكون مراد الآية اشارة الى مجموعهذه التفاسير، و لكن الظاهر انّ التّفسيرالاوّل اقرب، بدليل جملة (تحمل) المقصودمنها الجنين و الجمل (تغيض) و (تزداد)بقرينة الجملة السابقة تشير الى الزيادة والنقصان في فترات الحمل.

روى الشيخ الكليني في الكافي عن الامامالصادق عليه السّلام او الامام الباقرعليه السّلام‏

(1) «تغيض» أصلها الغيض بمعنى ابتلاعالسائل و هبوط مستوى الماء. و تأتي بمعنىالنقصان و الفساد، و «الغيضة» المكان الذييقف فيه الماء فيبتلعه، و «ليلة غائضة» ايمظلمة.

(2) يقول صاحب الميزان مؤيّدا هذا الراي:إنّ بعض روايات ائمّة اهل البيت يؤيّد هذاالراي. و ابن عبّاس ممّن يؤيّد هذا الرايايضا، و لكن بالنظر الى الرّواياتالمنقولة في تفسير نور الثقلين في ذيلالآية فإنّ أكثرها يؤيّد ما قلناه فيالراي الاوّل.