امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 343
نمايش فراداده

في تفسير الآية انّ «الغيض كلّ حمل دونتسعة أشهر، و ما تزداد كلّ شي‏ء حمل علىتسعة أشهر».

و في تكملة الحديث‏

يقول: «كلّما رأت المراة الدم الخالص فيحملها فإنّها تزداد و بعدد الايّام التيزاد فيها في حملها من الدم» «1».

وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ ولكي لا يتصوّر احد انّ هذه الزيادة والنقصان بدون حساب و دليل، بل انّ كلّ ساعةو ثانية و لحظة لا تمرّ دون حساب، كما انّللجنين و دم الرحم حساب و كتاب ايضا.فالآية التي بعدها تؤكّد ما قلناه فيالآية السابقة حيث تقول: عالِمُ الْغَيْبِوَ الشَّهادَةِ فعلمه بالغيب و الشهادةلهذا السبب الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ فهويحيط بكلّ شي‏ء، و لا يخفى عنه شي‏ء.

و لتكميل هذا البحث و تأكيد علمه المطلقيضيف القرآن الكريم: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْأَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ «2» و هذا هو الحقّفالذي يوجد في كلّ مكان لا معنى للغيب والشهادة او الليل و النهار عنده، فهو محيطبها و عالم بأخبارها بشكل متساو.

بحوث‏

1- القرآن و علم الاجنّة

أشار القرآن المجيد مرارا الى مسألةالجنين و عجائب تكوينه ليكون احد الادلّةعلى التوحيد و معرفة اللّه و علمه المطلق،و بالطبع فإنّ علم الاجنّة واحد من العلومالحديثة و كان سابقا عبارة عن معلوماتاوّليّة محدودة ثمّ توسعت في هذا العصر. ولكن بتقدّم العلم و المعرفة حدثت قفزة فيهذا المجال كشف عن‏

(1) نور الثقلين، ج 2، صفحة 485.

(2) «سارب» من سرب على وزن ضرر، بمعنى الماءالجاري، و يقال للشخص الذاهب الى عمل ايضا.