امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 345
نمايش فراداده

بنقل المواد الضروريّة اللازمة لخلاياالجسم- يتركّب من عشرين مادّة او اكثر، وبنسب ثابتة دقيقة بحيث لو تمّ اي تغييرفيها لتعرّضت سلامة الإنسان للخطر، و لهذاالسبب و لمعرفة النقص الحاصل في الجسميقومون بتحليل الدم و قياس نسبة السكر والدهن و سائر مركّبات الدم الاخرى، و يتمّتشخيص العلّة بواسطة معرفة زيادة او نقصانهذه النسب، و ليس دم الإنسان وحده له هذهالميزة، بل كلّ ما في الوجود له نفس هذهالدقّة في النظام.

و لا بدّ هنا من التنبيه على انّ ما يظهرلنا في بعض الأحيان من عدم النظام في عالمالوجود هو في الواقع ناتج من قصور فيعلومنا و معرفتنا، فالإنسان الذي يؤمنباللّه لا يمكن ان يتصوّر ذلك، و بتطوّرالعلوم تتأكّد لنا هذه الحقيقة.

و كي نستطيع ان نتعلّم هذا الدرس و هو انّالمجتمع الانساني الذي هو جزء من عالمالوجود إذا أراد له العيش بسلام، فعليه انيجعل شعار كُلُّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُبِمِقْدارٍ يسود جميع جوانبه، و يجتنبالإفراط و التفريط في اعماله و تخضع جميعمؤسساته الاجتماعية للحساب و الموازين.

3- الغيب و الشهادة سواء عند اللّه‏

استندت هذه الآيات الى انّ الغيب والشهادة معلومان عند اللّه، فهما مفهوماننسبيان و تستخدمان للكائن الذي علمه ووجوده محدود، و على سبيل المثال نحن نمتلكحواسا ذات مدى نسبي، فمتى ما كان الشي‏ءداخلا في هذا المدى فهو شاهد بالنسبة لنا،و ما كان خارجا عنه فهو غيب، فلو فرضنا انّأبصارنا لها قدرة غير محدودة و يمكنهاالنفوذ في باطن الأشياء و إدراكها، فإنّكلّ شي‏ء يعتبر شاهد عندنا.

و بما انّ كلّ شي‏ء له حدّ محدود غيرالذات الالهيّة، فإنّ لغير اللّه تعالىغيب و شهادة، و لانّ ذات اللّه غير محدودةو وجوده عام و مطلق فإنّ كلّ شي‏ء بالنسبة