شرط، و تستفيد الأرض و الوديان منها علىقدر وسعها، فالأرض الصغيرة تستفيد اقلّ والأرض الواسعة تستفيد اكثر، و هكذا قلوبالناس في مقابل الفيض الالهي.
عند ما يصل الماء الى السهل او الصحراء ويستقرّ فيها، تبدا المواد المختلطة معالماء بالترشّح و يذهب الزبد فيظهر الماءالنقي مرّة ثانية، و على هذا النحوفالباطل يبحث عن سوق مضطربة حتّى يستفيدمنها، و لكن بعد استقرار السوق و جلوس كلّتاجر في مكانه المناسب و تحقق الالتزاماتو الضوابط في المجتمع، لا يجد الباطل لهمكانا فينسحب بسرعة!
انّ واحدة من خصائص الباطل هي انّه يغيّرلباسه من حين لآخر، حتّى إذا عرفوه بلباسهيستطيع ان يخفي وجهه بلباس آخر، و في الآيةأعلاه اشارة لطيفة لهذه المسألة، حيثتقول: لا يظهر الزبد في الماء فقط، بل يظهرحتّى في الافران المخصوصة لصهر الفلزاتبشكل و لباس آخر، و بعبارة اخرى فإنّ الحقّو الباطل موجودان في كلّ مكان كما يظهرالزبد في السوائل بالشكل المناسب لها. وعلى هذا يجب ان لا نخدع بتنوّع الوجوه و اننعرف أوجه الباطل و نطرحه جانبا.
تقول الآية: وَ أَمَّا ما يَنْفَعُالنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ليسالماء فقط يبقى و يذهب الزبد الطافي عليه،بل حتّى الفلزات تلك التي تستعمل للزينةاو للمتاع