امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 373
نمايش فراداده

و الثقافة.

4- المثال، يزيد في درجة التصديق:

مهما تكن الكليّات العقلية منطقية،فإنّها لا تخلق حالة اليقين الكافية فيذهن الإنسان، لانّ الإنسان يبحث عن اليقينفي المحسوسات، فالمثال يجعل من المسألةالذهنيّة واقعا عينيّا، و يوضّحها فيالعالم الخارجي، و لهذا السبب فإنّ لهاثره في زيادة درجة تصديق المسائل وقبولها.

5- المثال يخرس المعاندين:

كثيرا ما لا تنفع الادلّة العقليّة والمنطقيّة لاسكات الشخص المعاند حيث يبقىمصرّا على عناده و لكن عند ما نصب الحديثفي قالب المثال نوصد الطريق عليه بحيث لايبقى له مجال للتبرير و لا لاختلاقالاعذار.

و لا بأس ان نطرح هنا بعض الامثلة حتّىنعرف مدى تأثيرها:

نقرا في القرآن الكريم انّ اللّه سبحانه وتعالى يرد على الذين اشكلوا على ولادةالسّيد المسيح عليه السّلام كيف انّه ولدمن امّ بغير أب إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُمِنْ تُرابٍ. «1»

لاحظوا جيدا، فنحن مهما حاولنا ان نقولللمعاندين: انّ هذا العمل بالنسبة الىقدرة اللّه المطلقة لا شي‏ء، فمن الممكنان يحتجّوا ايضا، و لكن عند ما نقول لهم هلتعتقدون انّ آدم خلقه اللّه من تراب؟ فإنّاللّه الذي له هذه القدرة كيف لا يستطيعإيجاد شخص بدون أب؟!

(1) آل عمران، 59.