امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 417
نمايش فراداده

الوصف الثّاني للجنّة هو أُكُلُهادائِمٌ.

فهي ليست كفاكهة الدنيا فصلية و تظهر فيوقت معيّن من السنة، بل في بعض الأحيان وبسبب الآفات الزراعية تنقطع تماما، لكنثمار الجنّة ليست فصلية و لا موسمية و غيرمصابة بآفة، بل كإيمان المؤمنين المخلصيندائمة و ثابتة.

و كذلك وَ ظِلُّها ليس كظلّ أشجار الدنياالتي يظهر ظلّها إذا كانت الشمس افقية ويزول او يقل إذا صارت عمودية، او يظهر فيالربيع و الصيف عند ما تكون الأشجارمورقة، و يزول في الخريف و الشتاء عندتساقط الأوراق، (بالطبع هناك أشجار قليلةتعطي ثمارا و ازهارا على مدار السنة، و هذهتكون في المناطق المعتدلة التي ليس فيهاشتاء).

الخلاصة: ظلال الجنّة كبقيّة النعمالاخرى خالدة، و دائمة، و من هذا يتّضح انليس في الجنّة فصل لتساقط الأوراق، و نعلممن ذلك- ايضا- انّ شعاع الشمس موجود فيالجنّة، و الّا كان التعبير بالظل هناكبدون شعاع الشمس ليس له اي مفهوم، و امّاما جاء في الآية (13) من سورة الدهر لايَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لازَمْهَرِيراً قد تكون اشارة الى اعتدالالهواء، فلا الشمس محرقة و لا البرد قارس،و هذا لا يعني ان لا تكون هناك شمس أصلا.

انّ انطفاء الشمس ليس دليلا على زوالهاابدا، لانّ القرآن الكريم يقول:

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَالْأَرْضِ وَ السَّماواتُ «1» تكون أوسع وبهيئة جديدة.

و إذا قيل: ان كانت شمس الجنّة غير محرقة،فعلام الظلّ؟

نقول في جوابهم: انّ الظلّ ليس مانعالحرارة الشمس فقط، بل انّ الرطوبةالمعتدلة الصادرة من الأوراق باتّحادهامع الاوكسجين تعطي نشاطا و لطافة خاصّةللظلّ، و لذلك كان ظلّ الأشجار مختلفا عنظلّ السقوف الجافّة.

(1) ابراهيم، 48.