امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 46
نمايش فراداده

4- النظرة الذاتيّة (الانانيّة) رمز للجمود

! لقد كان قوم شعيب- كما عرفنا في الآياتالسابقة- افرادا انانيين و «ذاتيين» إذكانوا يتصورون أنفسهم ذوي فهم، و انّشعيبا يجهل الأمور!! و كانوا يسخرون منه ويعدّون كلامه بلا محتوى و يرونه ضعيفا، وهذه النظرة الضيقة و الانانية صيّرت سماءحياتهم مظلمة و رمت بهم الى هاوية الهلاك.

ليس الإنسان وحده- بل حتى الحيوان- إذا كان«انانيّا» ذا نظرة ضيقة فإنّه سيتوقف فيالطريق!! يقال انّ فارسا وصل الى نهر و أرادعبوره و لكنّه لاحظ بتعجب انّ الفرس غيرمستعدّة ان تعبر النهر الصغير و القليلالعمق، و كلما الحّ على الفرس لكي تعبر لميفلح، فمرّ به رجل حكيم، فقال له: حرّك ماءالنهر ليذهب فإنّ المشكلة ستنحلّ. ففعلذلك فعبرت الفرس النهر بكل هدوء!! فسألالحكيم عن السرّ في ذلك، فقال: حين كانالماء صافيا كانت صورة الفرس في الماء فلميرق للفرس ان تطأ نفسها، و حين اختلط الماءبالطين ذهبت الصورة و نسيت الفرس صورتهافعبرت بكل بساطة!

5- تلازم الايمان و العمل‏

لا يزال الكثيرون يتصورون انه يمكنللمسلم ان يكون بالعقيدة وحدها مسلما حتىو ان يقم بأيّ عمل، و ما يزال الكثيرونيريدون من الدين الّا يكون مانعا لرغباتهمو ميولهم، و يريدون ان يكونوا أحرارا بوجهمطلق.

قصّة شعيب تدلنا على انّ قومه كانوايريدون مثل هذا المنهج، لذلك كانوا يقولونله: نحن غير مستعدين ان نترك ما كان عليهالسلف من عبادة الأصنام، و لا نفقد حريتنافي التصرف بأموالنا ما نشاء.

لقد نسي أولئك انّ ثمرة شجرة الايمان-أساسا- هي العمل، و كان نهج‏