قرانا في الآية الاولى فَلْيَتَوَكَّلِالْمُؤْمِنُونَ و في الآية الثانيةفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وكأنّ الجملة الثانية تشير الى مرحلة أوسعو اعمّ من الجملة الاولى، يعني انّ توكّلالمؤمنون ممّا لا شكّ فيه- لانّ الايمانباللّه غير منفصل عن الايمان بقدرته وحمايته و التوكّل عليه- بل حتّى غيرالمؤمنين ملجأهم الى اللّه و لا يجدونسبيلا غيره، لانّ غيره فاقد للأشياء، وكلّ ما في الوجود ملك لذاته المقدّسة، ولذلك يجب ان يجعلوه وليّا لهم، و يطلبوامنه ان يهديهم توكّلهم هذا للايمانباللّه.
أجابت الآيات أعلاه- بشكل واضح- الأشخاصالذين كانوا ينكرون اعجاز الرسل. اوينكرون معاجز رسول الإسلام غير القرآن، وتعلّمنا هذه الآيات انّ الرسل لم يقولواابدا: نحن لا نأتي بالمعاجز، بل انّالأوامر الالهيّة كانت تمنعهم من ذلك،لانّ الاعجاز بيده و في اختياره، و كلّ مايراه مصلحة يأمرنا به.
«التوكّل» في الأصل من «الوكالة» و كماقال الراغب: التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك. و نحن نعلم انّ الوكيلالصالح له اربع خصال رئيسيّة:
العلم الكافي، و الامانة، و القدرة، والمبالغة في رعاية مصلحة موكّله. فانتخابالوكيل المحامي يتمّ في الأعمال التي لايستطيع الإنسان نفسه ان يدافع عنها،فيستفيد من مساعدة قوّة الآخرين في حلّمشاكله.
و على ذلك فالتوكّل على اللّه يتمّ فيحالة عدم استطاعة الإنسان من حلّ