الشيخوخة الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيوَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَوَ إِسْحاقَ «1» نعم إِنَّ رَبِّيلَسَمِيعُ الدُّعاءِ.
ثمّ يستمرّ بدعائه و مناجاته ايضا فيقول:رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَ تَقَبَّلْدُعاءِ.
ثمّ يختم دعاءه هنا فيقول: رَبَّنَااغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُالْحِسابُ.
رأينا في الآيات السابقة انّ ابراهيم قال:رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ وهذه اشارة الى اوّل دخوله ارض مكّة و التيكانت غير مزروعة و لا معمورة و لا ساكنفيها سوى اسّس بيت اللّه الحرام، و مجموعةمن الجبال الجرداء.
و لكنّنا نعلم انّها لم تكن رحلته الوحيدةالى مكّة، بل وطأت قدمه عدّة مرّات تلكالأرض، و في الوقت نفسه كانت مكّة تأخذطابع المدينة، و سكنتها قبيلة «جرهم» وبظهور عين زمزم أصبحت صالحة للسكن.
و المعتقد انّ ادعية ابراهيم هذه كانت فياحدى رحلاته، و لذلك عبّر عنها بالبلد، ايالمدينة فقال: رَبِّ اجْعَلْ هَذَاالْبَلَدَ آمِناً.
و امّا قوله: بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍفقد تكون اشارة الى رحلته الاولى او اشارة
(1) هناك اختلاف بين المفسّرين في سنّابراهيم عند ولادة إسماعيل و إسحاق، فمنهممن قال: كان عمره عند ولادة إسماعيل 99 عاماو عند ولادة إسحاق 112 عام، و منهم من يقولاكثر من ذلك و اقل، و لكن القدر المسلّم بهانّ عمره كان في سن يصعب ان يولد منهالأبناء.