ذلك أبوابا فتحا الى فضله، و أسبابا ذللالعفوه» «1».
دعا ابراهيم عليه السّلام في هذه الآياتسبع دعوات في مجال التوحيد و المناجاة ومحاربة الأصنام و عبادتها و محاربةالظالمين:
اوّل هذه الدعوات هو أمان مكّة القاعدةالعظيمة لمجتمع التوحيد (و ما اعمق مغزىهذا الطلب).
الثّاني: دعاؤه في الاجتناب عن عبادةالأصنام و التي هي الأساس و القاعدة لجميعالعقائد و البرامج الدينيّة.
الثّالث: دعاؤه في تمايل قلوب المؤمنين وارتباطهم العاطفي بالنسبة لأبنائه والتابعين لدينه.
دعاؤه الرابع: ان يرزقهم اللّه من انواعالثمرات، لتكون عنوانا للشكر و الالتفاتبشكل اعمق لخالق النعم.
الدعاء الخامس: التوفيق لاقامة الصلاة والتي هي أقوى صلة بين الإنسان و ربّه، ودعاؤه عليه السّلام ليس له فقط، بل حتّىلأبنائه.
دعاؤه السادس: قبول دعائه، و نحن نعلم انّاللّه يقبل الدعاء من مواقع الإخلاص والقلوب الطاهرة و الأرواح السامية، و فيالواقع انّ هذا الطلب من ابراهيم عليهالسّلام يحتوي ضمنا الحصول على القلبالطاهر و الروح السامية.
و آخر دعائه عليه السّلام: ان يشمله اللّهبلطفه و رحمته فيما إذا صدر منه ذنب اوخطيئة، و ان يرحم امّه و أباه و جميعالمؤمنين في يوم القيامة.
و بهذا الترتيب فإن دعواته تبدا بالأمن وتنتهي بالعفو و الغفران، و من الطريف انّهلم يطلبها لنفسه فقط، بل للآخرين كذلك،لانّ عباد الرحمن ليسوا انانيّين!
(1) نهج البلاغة، خطبة 192 (القاصعة).