امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 59
نمايش فراداده

وَ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّنَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَشُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْتَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْفِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَانْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‏أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ماكانُوا يَفْتَرُونَ.

فعلى هذا، من المستحسن ان يجاب على السؤالالمتعلق بتناقض ظواهر الآيات حول التكلمبما ذكره كثير من المفسّرين، و هو انّالناس يقطعون في ذلك اليوم مراحل مختلفة ...و كل مرحلة لها خصوصياتها، ففي قسم منالمراحل لا يسألون ابدا حتى انّ أفواههميختم عليها فلا يتكلمون، و انّما تنطقأعضاء أجسادهم التي حفظت آثار اعمالهابلغة من دون لسان، و في المراحل الاخرىيرفع الختم او القفل عن أفواههم و يتكلمونبإذن اللّه فيعترفون بأخطائهم و ذنوبهم ويلوم المخطئون بعضهم بعضا، بل يحاولون انيلقوا تبعات أوزارهم على غيرهم.

و يشار في نهاية الآية الى تقسيم الناسجميعا الى طائفتين: طائفة محفوظة، و اخرىبائسة تعيسة فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ.

و «السعيد» مشتق من مادة «السعادة» ومعناها توفر اسباب النعمة.

و «الشقي» مشتق من مادة «الشقاء» و معناهتوفر اسباب البلاء و المحنة.

فالسعداء- إذا- هم الصالحون الذين يتمتعونبأنواع النعم في الجنّة و الاشقياءهمالمسيئون الذين هم يتقلبون في انواعالعذاب و العقاب في جهنم.

و ليس هذا الشقاء- على كل حال- و تلكالسعادة سوى نتيجة الأعمال و الأقوال والنيّات التي سلفت من الإنسان في الدنيا.

و العجيب ان بعض المفسّرين يتخذون هذهالآية ذريعة لعقيدتهم الباطلة في مجالالجبر، في حين انّ الآية ليس فيها اقلّدليل على هذا المعنى، بل هي تتحدث عنالسعداء و الأشقياء في يوم القيامة و انهمو صلوا جميعا بأعمالهم الى هذه المرحلة، ولعلهم توهموا هذه النتيجة من هذه الآيةبالخلط بينها و بين بعض الأحاديث التيتتكلم عن شقاء الإنسان او سعادته و هو فيبطن امّه قبل الولادة،