امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 73
نمايش فراداده

و الشقي من انخدع لهواه و غروره» «1».

و كلام الامام علي عليه السّلام هذا تأكيدآخر على عدم ذاتية السعادة و الشقاء و بيانبعض أسبابهما.

3- و يقول نبي الإسلام صلّى الله عليه وآلهوسلّم ايضا: «اربع من اسباب السعادة و اربعمن الشقاوة، فالأربع التي من السعادةالمراة الصالحة، و المسكن الواسع، و الجارالصالح، و المركب البهيّ. و الأربع التي منالشقاوة: الجار السوء، و المراة السوء، والمسكن الضيق، و المركب السوء» «2».

مع ملاحظة انّ هذه الأمور الاربعة لهاتأثير بالغ في الحياة المادية و المعنويةلكل احد، و يمكن ان تكون من عوامل النجاحاو الفشل و تتّضح بهذا سعة مفهوم السعادة والشقاوة في منطق الإسلام.

فالمرأة الصالحة ترغّب الإنسان في انواع«الحسنات»، و البيت الواسع يهب روحالإنسان و فكره الهدوء و الراحة و يهيئهللنشاط و الفعالية، و الجار الصالح الذييقدم له عونا مؤثرا في راحته و استقراره وحتى في تقدم اهداف الانسانية، المركبالجيد عامل مؤثر في الوصول الى الأعمال والوظائف الاجتماعية، في حين انّ المركبالسوء يكون عاملا في التأخير و لا يوصلصاحبه الى هدفه.

4- كما روي عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمهذا الحديث ايضا: «من علامات الشقاء: جمودالعينين، و قسوة القلب، و شدّة الحرص فيطلب الرزق، و الإصرار على الذنب» «3».

هذه الأمور الاربعة التي وردت في الحديثالمتقدم، هي امور اختيارية و هي نتيجةاعمال الإنسان و أخلاقه الاكتسابية نفسه،و على هذا فإنّ ابعاد اسباب الشقاء هذهتكمن في اختيار الإنسان نفسه.

(1) نهج البلاغة، الخطبة 86.

(2) مكارم الأخلاق، ص 65.

(3) تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 398.