امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 101
نمايش فراداده

الآيتان [سورة الإسراء (17): الآيات 83 الى 84]

وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِأَعْرَضَ وَ نَأى‏ بِجانِبِهِ وَ إِذامَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (83) قُلْكُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِفَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَأَهْدى‏ سَبِيلاً (84)

التّفسير

كل يتصرف وفق فطرته

بعد أن تحدّثت الآية السابقة عن شفاءالقرآن، تشير الآية التي بين أيدينا إلىأحد أكثر الأمراض تجذرا فتقول: وَ إِذاأَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَوَ نَأى‏ بِجانِبِهِ. و لكن عند ما نسلبمنه النعمة و يتضرر من ذلك و لو قليلا: وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً.

(أعرض) مشتقة من (إعراض) و هي تعني عدمالالتفات، و المقصود منها هنا هو عدمالالتفات للخالق عزّ و جلّ، و إعراض الوجهعنه و عن الحق.

(نأى) مشتقّة من (نأي) و هي على وزن (رأي) وهي بمعنى الابتعاد، و عند إضافة كلمة(بجانبه) إليها يكون المعنى التكبر والغرور و التزام المواقف المعادية.

و يمكن الاستفادة من مجموع هذه الجملةالأشخاص الدنيويين يصابون بالغرور