امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 102
نمايش فراداده

عند مجي‏ء النعم، بحيث أنّهم ينسون واهبو معطي هذه النعم، و لا يقتصر الأمر علىالنسيان و حسب، بل ينتقل إلى الاعتراضالتكبر و عدم الالتفات للخالق.

جملة مَسَّهُ الشَّرُّ تشير إلى أدنى سوءيصيب الإنسان. و المعنى أنّ هؤلاء من الضعفو عدم التحمّل بحيث أنّهم ينسون أنفسهم ويغرقون في دوّامة اليأس بمجرّد أن تصيبهمأبسط مشكلة.

الآية الثّانية تخاطب الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم فتقول: قُلْ كُلٌّيَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ.

فالمؤمنون يطلبون الرحمة و الشفاء منآيات القرآن الكريم، و الظالمون لايستفيدون من القرآن سوى مزيد من الخسران،أمّا الأفراد الضعفاء فيصابون بالغرور فيحال النعمة. و يصابون باليأس في حال ظهورالمشاكل ... هؤلاء جميعا يتصرفون وفقأمزجتهم، هذه الأمزجة التي تتغيّر وفقالتربية و التعليم و الأعمال المتكررةللإنسان نفسه.

و في هذه الأحوال جميعا فإنّ هناك علماللّه الشاهد و المحيط بالجميع و خاصّةبالأشخاص المهتدين: فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُبِمَنْ هُوَ أَهْدى‏ سَبِيلًا.

بحوث‏

1- الغرور و اليأس‏

يتداول على ألسنتنا أنّ فلانا أصبح بعيداعن اللّه، أو أنّه نسي اللّه بعد أن تحسنتأموره. و رأينا أنّ أمثال هؤلاء الأشخاصالذين نسوا اللّه كيف يصابون باليأس الذلةو الهلع عند ما تنزل بهم أبسط الشدائد،بحيث لا نكاد نصدّق بأنّهم سبق و أن كانواعلى غير هذه الحال! أجل، هكذا حال هؤلاءالجماعة من ضيقي التفكير و ضعيفي الإيمان،و على العكس من ذلك حال أولياء اللّه، حيثتكون نفوسهم واسعة و أرواحهم وضاءة