أمّا أولياء الحق و عباد اللّه المخلصونالحقيقيون فلا ييأسون عند ما يقعون فيالمشاكل و المحن، بل تزيدهم الصعوباتاستقامة و صلابة على طريق الهدى، و بسبباعتمادهم على اللّه و على أنفسهم فإنّهميتمتعون بقوّة لمواجهة المشاكل و لا معنىلليأس في وجودهم.
إنّ هؤلاء ليسوا على صلة بالخالق في أوقاتالمشكلات و حسب، و إنّما في اتصال دائم معهفي كل الحالات إذ يستمدون العون منهتعالى، و تكون قلوبهم منيرة برحمته وهدايته.
«شاكلة» في الأصل مشتقة من (شكل) و هي تعنيوضع الزمام و الرباط للحيوان. و (شكال) تقاللنفس الزمام و بما أنّ طبائع و عادات كلإنسان تقيّده بصفات معينة لذا يقال لذلك«شاكلة». أمّا كلمة «إشكال» فتقالللاستفسار و السؤال و سائر الأمور التيتحدّد الإنسان نوعا ما «1».
لهذا فإنّ مفهوم الشاكلة لا يختصبالطبيعة الإنسانية، لذلك ذكر العلّامةالطبرسي في مجمع البيان لهذه الكلمةمعنيين، هما: الطبيعة و الخلقة، ثمّالطريقة و المذهب و السنّة، على اعتبارأنّ كل واحدة من هذه الأمور تحدّد الإنسانمن حيث العمل.
و من هنا يتّضح خطأ أولئك الذين اعتبرواالآية أعلاه دليلا على إلزامية الصفاتالذاتية للإنسان بشكل يخرج عن إرادته، وهو دليلهم على عقيدة الجبر، و إذ أنكرواقيمة التربية و التزكية.
هذا النوع من التفكير الذي يخضع في أسبابهإلى عوامل سياسية و اجتماعية و نفسية- والتي ذكرناها في بحوثنا عن الجبر والإختيار- له هيمنة على ثقافة
1- مفردات الراغب مادة «شكل».