امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 121
نمايش فراداده

في العلم، و لكن في جميع الأحوال يبقى هوهو، و لا يصبح إنسانا آخر، و هكذا في تعاملالآخرين معه حيث يعتبره الآخرون شخصيةواحدة منذ أوّل حياته و إلى آخر لحظة فيهاباسم واحد و جنسية معينة.

و الآن لنرى ما هو هذا الكائن المتوغّل فياعماقنا؟ فهل هو ذرات و خلايا جسدنا ومجموعة الخلايا الدماغية و تأثيراتها؟إنّ كل هذه الأمور قد تغيّرت على مدى عمرناعدّة مرّات، تقريبا في كل سبع سنوات مرّةواحدة، حيث نعرف أنّه في كل يوم تموتملايين الخلايا في جسدنا لتحل محلهاملايين أخرى جديدة، و مثلها في ذلك مثلالبناء الذي يتمّ إخراج الطابوق القديممنه و وضع طابوق جديد في مكانه فلو استمرالتعمير في هذا البناء فإنّ البنيةالأساسية لن تتغير، و لكن يبقى البيت هونفس ذاك البيت برغم أنّ الناس السطحيين لايلتفتون لذلك. و مثل خلايا الجسم التي تموتو تحيا كمثل المسبح الكبير الذي يدخلهالماء ببطء و يخرج من طرف آخر. طبيعي أنّماء هذا المسبح سيتغير بعد مدّة بشكل كاملبالرغم من عدم التفات الناس إلى ذلك، إذيظنون أنّ ماء المسبح ما زال على حاله لميتغيّر.

و بشكل عام، إنّ كل موجود يحصل على الطعامو من جانب ثان يستهلك هذا الطعام، فإنّه فيالواقع يتجدّد و يتغّير بالتدريج.

لذا فإنّ إنسانا في السبعين من عمره لايبعد أن يكون جسمه قد تغّير عشر مرات، وإذا كان الأمر كما يقول الماديون، من أنّالإنسان هو نفس جسمه و أجهزته الدماغية والعصبية و خواصه الفيزيائية والكيميائية، ففي هذه الحالة يجب أن يكونال (أنا) قد تغيّر عشر مرات خلال هذهالسنوات السبعين! و لهذا يكون هذا الإنسانليس الإنسان السابق، إلّا أنّ هذا الكلاملا يقبله أي وجدان.

و من هنا يتّضح أن ثمّة حقيقة واحدة ثابتةعلى طول العمر، هي غير الأجزاء المادية،هذه الحقيقة لا تتغّير كالأجزاء المادية،و هي أساس وجودنا و تتحكم في حياتنا و هيسبب وحدة شخصيتنا.