امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 129
نمايش فراداده

الآيتان [سورة الإسراء (17): الآيات 86 الى 87]

وَ لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّبِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لاتَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (86)إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّفَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (87)

التّفسير

ما عندك هو من رحمته و بركته

تحدثت الآيات السابقة عن القرآن، أمّاالآيتان اللتان نبحثهما الآن فهما أيضاينصبان في نفس الاتجاه.

ففي البداية تقول الآية: وَ لَئِنْ شِئْنالَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْناإِلَيْكَ. و بعد ذلك:

ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْناوَكِيلًا إنّنا نحن الذين أعطيناك هذهالعلوم حتى تكون قائدا و هاديا للناس، ونحن الذين إذا شئنا استرجعناها منك، و ليسلأحد أن يعترض على ذلك.

و عند ربط هذه الآيات بالآية السابقة التيكانت تقول: وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَالْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا فإنّنا نعرفأنّ اللّه إذا شاء يأخذ حتى هذا العلم الذيأعطاه لرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

الآية التي بعدها جاءت لتستثني، فهيتبيّن أنّنا إذا لم نأخذ ما أعطيناك، فليسذلك سوى رحمة من عندنا، حيث يقول تعالى:إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ و هذه‏