امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 14
نمايش فراداده

و الجهل، حيث تقوم هذه الصفات بصد حقائقالقرآن عن أفكارهم و عقولهم و لا تسمح لهمبدرك الحقائق الواضحة مثل التوحيد والمعاد و صدق الرّسول في دعوته و غير ذلك.

و فيما يخص كلمة «مستور» هل أنّها صفةللحجاب، أو لشخص الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم أو للحقائق القرآنية؟ فإنّالبحث عن ذلك سنشير إليه في البحوث.

و سنتناول في البحوث- أيضا- كيفية نسبةالحجاب للخالق جلّ و علا.

أمّا الآية التي بعدها فتقول: وَ جَعَلْناعَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْيَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً أيأنّنا غطّينا قلوبهم بأستار لكي لا يفهموامعناه، و جعلنا في آذانهم ثقلا، لذلكفإنّهم إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِيالْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏أَدْبارِهِمْ نُفُوراً.

حقّا ما أعجب الهروب من الحق الهرب منالسعادة و النجاة، من النصر و الفهم! إنّشبيه هذا المعنى نجده- أيضا- في الآية (50- 51)من سورة المدثر:

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌفَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ أي كالحميرالهاربة من الأسد.

ثمّ يضيف اللّه تبارك و تعالى مرّة أخرى:نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِإِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أي أنّاللّه تعالى يعلم الغرض من استماعهملكلامك و حضورهم في مجلسك و إِذْ هُمْنَجْوى‏ يتشاورون و يتناجون إِذْ يَقُولُالظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّارَجُلًا مَسْحُوراً. إذ- في الحقيقة- إنّهملا يأتون إليك من أجل سماع كلامك بقلوبهم وأرواحهم، بل هدفهم هو التخريب، و تصيّدالأخطاء (بزعمهم و دعواهم) حتى يحرفواالمؤمنين عن طريقهم إذا استطاعوا. و عادةيكون مثل هؤلاء الأشخاص و بمثل نواياهم،قلوبهم موصدة، و في آذانهم وقر، لذلك لايجالسون رجال الحق إلّا لتحقيق أهدافشيطانية.

الآية الأخيرة خطاب للنّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم و بالرغم من أنّ عبارةالآية قصيرة، إلّا أنّها كانت قاضيةبالنسبة لهذه المجموعة حيث قالت: انْظُرْكَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَفَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا.و الآية لا تعني أنّ الطريق غير واضح والحق‏