امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 15
نمايش فراداده

خاف، بل على أبصارهم غشاوة، و قلوبهممغلقة دون الاستجابة للحق، و عقولهممعطّلة عن الهدى بسبب الجهل و الحقد والتعصب و العناد.

بحوث‏

1- خلاصة عامّة للآيات‏

الآيات الآنفة ترسم لنا بدقة أحوالالضالين و الموانع التي تحول دون معرفتهمللهدى، و بشكل عام تقول الآيات: إنّ ثمّةثلاثة موانع لمعرفة هؤلاء للحق، بالرغم منسهولة رؤية طريق الحق، هذه الموانع هي:

أ- وجود الحجاب بينك و بينهم، و هذا الحجابفي حقيقته إن هو إلّا أحقادهم و حسدهم وبغضهم و العداوة التي يضمرونها نحوك، فهذاالحجاب بمكوناته هو الذي يمنعهم من النظرإلى شخصيتك الرسالية، أو أن يدركوا كلامك،حتى أنّ الحسنات تتحول في نظرهم إلى سيئات.

ب- سيطرة الجهل و التقليد الأعمى علىقلوبهم بحيث أنّهم غير مستعدين لسماع كلمةالحق من أي شخص كان.

ج- إنّ حواس المعرفة لدى هؤلاء، كالأذن-مثلا- تنفر من كلام الحق، و تكون كأنّهاصمّاء، أمّا الكلام الباطل فإنّهميتذوقونه و يفرحون به، و ينفذ إلى أعماقهمبسرعة، خاصّة و أن التجربة أثبتت أنّالإنسان إذا لم يكن راغبا بشي‏ء فسوف لايسمعه بسهولة. أمّا إذا كان راغبا فيه،فإنّه سيدركه بسرعة، و هذا يدل على أنّالإحساسات الداخلية لها تأثيرها علىالحواس الظاهرة، بل و تستطيع أن تطبعهابالشكل الذي تريده.

أمّا نتيجة هذه الموانع الثلاثة فهي:

أوّلا: الهروب من سماع الحق، خاص عند مايكون الحديث عن وحدانية الخالق، لأنّ هذهالوحدانية تتناقض مع أصول اعتقاداتالمشركين.