امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 161
نمايش فراداده

و يفرّقوهم عن الأنبياء.

و لكن موسى عليه السّلام لم يسكت أماماتّهام فرعون له، بل أجابه بلغة قاطعةيعرف فرعون مغزاها الدقيق، إذ قال له: قالَلَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِإِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِبَصائِرَ.

لذا فإنّك- يا فرعون- تعلم بوضوح أنّكتتنكر للحقائق، برغم علمك بأنّها مناللّه! فهذه «بصائر» أي أدلة واضحة للناسكي يتعرفوا بواسطتها على طريق الحق. و عندما سيسلكون طريق السعادة. و بما أنّك- يافرعون- تعرف الحق و تنكره، لذا: وَ إِنِّيلَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً.

(مثبور) من (ثبور) و تعني الهلاك.

و لأنّ فرعون لم يستطع أن يقف بوجهاستدلالات موسى القوية، فإنّه سلك طريقايسلكه جميع الطواغيت عديمي المنطق في جميعالقرون و كافة الأعصار، و ذاك قوله تعالى:فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَالْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَ مَنْ مَعَهُجَمِيعاً.

«يستفز» من «استفزاز» و تعني الإخراجبقوة و عنف.

و من بعد هذا النصر العظيم: وَ قُلْنا مِنْبَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُواالْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِجِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً. فتأتون مجموعاتيوم القيامة للحساب.

«لفيف» من مادة «لفّ» و هنا تعني المجموعةالمتداخلة المعقّدة بحيث لا يعرفالأشخاص، و لا من أي قبيلة هم!

بحوث‏

1- المقصود من الآيات التسع‏

لقد ذكر القرآن الكريم آيات و معجزاتكثيرة لموسى عليه السّلام منها ما يلي:

1- تحوّل العصا إلى ثعبان عظيم يلقف أدواتالساحرين، كما في الآية