امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 177
نمايش فراداده

واحدة، و هي لا تقلّل من شأن توحيد الذات والصفات.

و هناك قسم من هذه الأسماء ذو أهمية و عظمةأكثر، حيث تعطينا معرفة و وعيا أعظم، تسمىفي القرآن الكريم و في الرّواياتالإسلامية، بالأسماء الحسنى، و هناكرواية معروفة عن رسول الهدى صلّى اللهعليه وآله وسلّم ما مضمونها:

«إن اللّه تسعا و تسعين اسما، من أحصاهادخل الجنّة».

و هناك شرح مفصل للأسماء الحسنى، والأسماء التسعة و التسعين بالذات،أوردناه في نهاية الحديث عن الآية (180) منسورة الأعراف، في قوله تعالى:

وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏فَادْعُوهُ بِها.

لكن علينا أن نفهم أنّ الغرض من عدالأسماء الحسنى ليس ذكرها على اللسان وحسب، حتى يصبح الإنسان من أهل الجنّة ومستجاب الدعوة، بل إنّ الهدف هو التخلّقبهذه الأسماء و تطبيق شذرات من هذهالأسماء، مثل (العالم، و الرحمن، والرحيم، و الجواد، و الكريم) في وجودنا حتىنصبح من أهل الجنّة و مستجابي الدعوة.

و هناك كلام‏ ينقله الشيخ الصدوق رحمه اللّه في كتابالتوحيد عن هشام بن الحكم جاء فيه: يقولهشام بن الحكم: سألت أبا عبد اللّه الصادقعليه السّلام عن أسماء اللّه عزّ ذكره واشتقاقها فقلت: اللّه ممّا هو مشتق؟

قال عليه السّلام: «يا هشام، اللّه مشتقمن إله، و إله يقتضي مألوها، و الاسم غيرالمسمّى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقدكفر و لم يعبد شيئا، و من عبد الاسم والمعنى فقد أشرك و عبد الاثنين، و من عبدالمعنى دون الاسم فذاك التوحيد.

أ فهمت يا هشام؟».

قال هشام: قلت: زدني.

قال عليه السّلام: «للّه عزّ و جلّ تسعة وتسعون اسما، فلو كان الاسم هو المسمىلكان‏