امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 208
نمايش فراداده

الآيات القرآنية الأخرى تؤيد هذه الحقيقةبوضوح، فعند ما يجاهد الإنسان من أجلاللّه، فإنّ اللّه يهديه إلى طريق الحق: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا «1» و في سورةمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم آية (17)نقرأ قوله تعالى: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْازادَهُمْ هُدىً.

إنّ طريق الحق ملي‏ء بالموانع والصعوبات، و من العسير على الإنسان طي هذاالطريق و الوصول إلى الأهداف من دون لطفاللّه و عنايته.

و نعلم أيضا إنّ لطف اللّه أكبر من أن يتركالعبد في طريق الحق لوحده.

3- ملجأ باسم الغار

إنّ وجود (أل) التعريف في كلمة «الكهف» قدتكون إشارة إلى أنّهم (أصحاب الكهف) كانوامصممين على الذهاب إلى مكان معين في حالعدم نجاح دعوتهم التوحيدية، و ذلك لإنقاذأنفسهم من ذلك المحيط الملوّث.

(الكهف) كلمة ذات مفهوم واسع، و تذكرنابنمط الحياة الابتدائية للإنسان، حيثينعدم فيه الضوء، و لياليه مظلمة و باردة،و تذكرنا بآلام المحرومين، إذ ليس ثمّةشي‏ء من زينة الحياة المادية، أو الحياةالناعمة المرفّهة.

و يتّضح الأمر أكثر إذا ما أخذنا بنظرالإعتبار أنّ التأريخ ينقل لنا أنّ أصحابالكهف كانوا من الوزراء و أصحاب المناصبالكبيرة داخل الحكم. و قد نهضوا ضدّ الحاكمو ضدّ مذهبه، و كان اختيار حياة الكهوف علىهذه الحياة قرارا يحتاج إلى المزيد منالشهامة و الهمّة و الروح و الإيمانالعالي.

و في هذا الغار البارد المظلم الذي قديتضّمن خطر الحيوانات المؤذية، هناك عالممن النور و الإخلاص و التوحيد و المعانيالسامية.

إنّ خطوط الرحمة الإلهية متجلية علىجدران هذا الغار، و أمواج لطف‏

1- العنكبوت، الآية الأخيرة.