الآيات القرآنية الأخرى تؤيد هذه الحقيقةبوضوح، فعند ما يجاهد الإنسان من أجلاللّه، فإنّ اللّه يهديه إلى طريق الحق: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا «1» و في سورةمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم آية (17)نقرأ قوله تعالى: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْازادَهُمْ هُدىً.
إنّ طريق الحق مليء بالموانع والصعوبات، و من العسير على الإنسان طي هذاالطريق و الوصول إلى الأهداف من دون لطفاللّه و عنايته.
و نعلم أيضا إنّ لطف اللّه أكبر من أن يتركالعبد في طريق الحق لوحده.
إنّ وجود (أل) التعريف في كلمة «الكهف» قدتكون إشارة إلى أنّهم (أصحاب الكهف) كانوامصممين على الذهاب إلى مكان معين في حالعدم نجاح دعوتهم التوحيدية، و ذلك لإنقاذأنفسهم من ذلك المحيط الملوّث.
(الكهف) كلمة ذات مفهوم واسع، و تذكرنابنمط الحياة الابتدائية للإنسان، حيثينعدم فيه الضوء، و لياليه مظلمة و باردة،و تذكرنا بآلام المحرومين، إذ ليس ثمّةشيء من زينة الحياة المادية، أو الحياةالناعمة المرفّهة.
و يتّضح الأمر أكثر إذا ما أخذنا بنظرالإعتبار أنّ التأريخ ينقل لنا أنّ أصحابالكهف كانوا من الوزراء و أصحاب المناصبالكبيرة داخل الحكم. و قد نهضوا ضدّ الحاكمو ضدّ مذهبه، و كان اختيار حياة الكهوف علىهذه الحياة قرارا يحتاج إلى المزيد منالشهامة و الهمّة و الروح و الإيمانالعالي.
و في هذا الغار البارد المظلم الذي قديتضّمن خطر الحيوانات المؤذية، هناك عالممن النور و الإخلاص و التوحيد و المعانيالسامية.
إنّ خطوط الرحمة الإلهية متجلية علىجدران هذا الغار، و أمواج لطف
1- العنكبوت، الآية الأخيرة.