وَ يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْسُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ (من حرير ناعم وسميك).
مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ«1».
نِعْمَ الثَّوابُ.
وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (و حسنت مجمعاللأحبّة).
ليست الآيات الآنفة الذكر- وحدها- تحاربتقسيم المجتمع إلى مجموعتين من الأغنياء والفقراء، بل إنّنا نجد الكثير من الآياتالقرآنية الأخرى، ممّا ذكرنا سابقا أوسنذكرها لاحقا، تؤكّد جمعها على هذاالموضوع.
إنّ المجتمع الذي تكون فيه مجموعة (و هيأقلية في الغالب) مرفهة و غارقة في الإسرافو التبذير و ملوّثة بأنواع المفاسد، سيكونفي مقابل هؤلاء مجموعة أخرى، هم الأكثريةالتي لا تملك أبسط وسائل الحياةالإنسانية. و مثل هذا المجتمع يرفضهالإسلام و ليس مجتمعا إنسانيا.
مثل هذا المجتمع سوف لا يرى الاستقرارأبدا، و سوف يلقي الاستعمار و الاستكبار وأشكال الظلم و العبودية بضلال عليه. وغالبا ما تقوم الحروب الدامية في مثل هذهالمجتمعات و لا تنتهي الاضطرابات فيهاأبدا.
و من الطبيعي أن يتساءل المرء عن أسبابتكدّس النعم الإلهية بيد حفنة معدودة منالناس و بدون سبب، بينما الأكثرية تعيشالفقر و الألم و العذاب
الأصل مأخوذة من كلمة فارسية عرّبت واشتقت منها الأفعال العربية. 1- «أرائك» جمع «أريكة» و تطلق على السريرالذي تكون جوانبه جميعا مغطاة، و هي فيالأصل- كما يقول الراغب- مأخوذة من (أراك) وهي شجرة معروفة كان العرب يصنعون منهامظلّة أو من (أروك) بمعنى الإقامة والتوّقف.