يعود ذلك إلى عدم اهتمامه بمثل هذا الأمر.و فيما يتعلق بتعهده اتجاه صاحبه العالم،فذاك منه لأنّه كان ينظر إلى ظواهرالأمور، إذ من غير المألوف أن يعرّض أحدأرواح و أموال الناس إلى الضرر، فضلا عن أنيكون ذلك الشخص هو العالم الكبير، لذافإنّ موسى عليه السّلام كان يعتبر نفسهمكلفا بالاعتراض، و كان يعتقد بأنّ هذاالأمر لا يقيّد بالتعهد.
لكن من الواضح أنّ هذه التفاسير و الآراءلا تتسق مع ظواهر الآيات.
في حديث عن ابن عباس قال: أخبرني أبي بنكعب قال: خطبنا رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم فقال: «إنّ موسى عليه السّلامقام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناسأعلم؟
قال: أنا.
فعتب اللّه عليه إذ لم يرد العلم إليه.فأوحى إليه: إنّ لي عبدا بمجمع البحرين هوأعلم منك.
قال موسى: يا ربّ فكيف لي به؟
قال: تأخذ معك حوتا ...» «1» إلخ الرّوايةحيث أرشد تعالى نبيّه موسى للوصول إلىالرجل العالم.
كما روي ما يشابه هذا الحديث عن الإمامالصادق عليه السّلام «2».
إنّ مفاد هذه الواقعة هو تحذير لموسى عليهالسّلام حتى لا يعتبر نفسه- برغم علمه ومعرفته- أفضل الأشخاص.
و لكن هنا يثار هذا السؤال: ألا يجب أنيكون النّبي- و هو هنا من أولي العزم و صاحبرسالة- أعلم أهل زمانه؟
1- مجمع البيان، ج 3، ص 481. 2- نور الثقلين، ج 3، ص 275.