امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 361
نمايش فراداده

و يقول البعض: إنّه لم يعمّر أكثر من (36)سنة، أمّا جسده فقد ذهبوا به إلىالإسكندرية و دفنوه هناك «1».

النظرية الثّانية: و يرى جمع من المؤرخينأنّ «ذو القرنين» كان أحد ملوك اليمن (كانملوك اليمن يسمّون بـ «تبّع» و جمع ذلك«تبايعه») و قد دافع عن هذه النظرية«الأصمعي» في تأريخ العرب قبل الإسلام، و«ابن هشام» في تأريخه المعروف بسيرة ابنهشام، و «أبو ريحان البيروني» في كتاب«الآثار الباقية».

و يمكن لنا أن نلمح في شعر شعراء(الحميرية) و هم من أقوام اليمن، و بعضا منشعراء الجاهلية تفاخرا بكون «ذو القرنين»من قومهم «2».

وفقا لهذه النظرية يكون سد ذو القرنين هوسد «مأرب» المعروف.

النظرية الثّالثة: و هي أحدث النظريات فيهذا المجال وردت عن المفكر الإسلاميالمعروف (أبو الكلام آزاد) الذي شغل يومامنصب وزير الثقافة في الهند. و قد أوردرأيه في كتاب حققه في هذا المجال.

و طبقا لهذه النظرية فإنّ ذا القرنين هونفسه (كورش الكبير) الملك الأخميني.

أمّا النظريتان الأولى و الثّانية فإنّهالا تدعمها أدلة قوية، و مضافا إلى ذلك فإنّصفات الإسكندر المقدوني أو ملوك اليمن لاتنطبق مع الصفات الذي ذكرها القرآن لذيالقرنين.

من ناحية ثالثة فإنّ الإسكندر لم يبن سدامعروفا. أمّا سد مأرب في اليمن فإنّه لايتطابق مع الصفات الواردة في سدّ «ذوالقرنين». الذي بني من الحديد و النحاس، وقد أنشئ لصد هجوم الأقوام الهمجية، في حينأنّ سد مأرب مكوّن‏

1- يمكن ملاحظة ذلك في تفسير الفخر الرازي،و الكامل لابن الأثير (المجلد الأوّل صفحة287). و يعتقد البعض أن أوّل من قال بهذهالنظرية هو الشيخ ابن سينا في كتابهالشفاء.

2- الميزان، ج 13، ص 414.