امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 378
نمايش فراداده

لا يطلبون تغيير مكانهم أو حالهم أبدا: لايَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا. ذلك لأنّهميجدون كل ما يطلبون حتى التنوع و التكاملكما سيأتي شرح ذلك.

بحوث‏

1- من هم الأخسرون أعمالا؟

نلاحظ في حياتنا و حياة الآخرين، أنّالإنسان عند ما يقوم بعمل خاطئ و يعتقدأنّه صحيح، فإنّ جهله المركب هذا لا يدومأكثر من لحظة أو موقف أو حتى سنة، أمّا أنيدوم على امتداد عمره فذلك هو سوء الحظ وهو الخسران المبين.

لهذا وجدنا القرآن الكريم يسمي مثل هؤلاءالأشخاص بالأخسرين، لأنّ الذي يرتكبالذنب و هو يعلم بذلك، فإنّه سيضع حدا لماهو فيه و يعوّض عن الذنب بالتوبة و العملالصالح، أمّا أولئك الذين يظنون أن ذنوبهمعبادة و أعمالهم السيئة أعمالا صالحة، وانحرافهم استقامة، فإنّ مثل هؤلاء لايستطيعون التعويض عن ذنوبهم، بل يستمرونفيما هم فيه إلى نقطة النهاية، فيكونونكما عبّر عنهم القرآن: بِالْأَخْسَرِينَأَعْمالًا.

و في الرّوايات و الأحاديث الإسلاميةتفاسير متعدّدة للأخسرين أعمالا، و إنّ كلواحد منها إشارة إلى أحد المصاديق الواضحةلهذا المفهوم الواسع من دون أن تحدّده،

ففي حديث «أصبغ بن نباتة» أنّه سأل الإمامعلي عليه السّلام عن تفسير الآية، فقالالإمام: «كفرة أهل الكتاب، اليهود والنصارى، و قد كانوا على الحق فابتدعوا فيأديانهم و هم يحسبون أنّهم يحسبون صنعا»«1».

و في حديث آخر عن الإمام علي عليه السّلامأيضا، قوله بعد ذكر الجواب الآنف:

1- يراجع نور الثقلين، ج 3، ص 311- 312.