في قوله تعالى إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءًخَفِيًّا طرح هذا السؤال بين المفسّرين، وهو أن «نادى» تعني الدعاء بصوت عال، في حينأن «خفيا» تعني الإخفات و خفض الصوت، وهذان المعنيان لا يناسب أحدهما الآخر.
إلا أننا إذا علمنا أن «خفيا» لا تعنيالإخفات، بل تعني الإخفاء، فسيكون منالممكن أن زكريا حين خلوته، حيث لا يوجدأحد سواه، كان ينادي و يدعو اللّه بصوتعال.
و البعض قال: إن طلبه هذا كان في جوف الليلحيث كان الناس يغطون في النوم «1».
و البعض الآخر اعتبر قوله تعالى: فَخَرَجَعَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ التيستأتي في الآيات التالية، دليلا على وقوعهذا الدعاء في الخلوة «2».
إنّ زكريا قال: وَ يَرِثُ مِنْ آلِيَعْقُوبَ، و ذلك لأنّ زوجته كانت خالةمريم أو عيسى، و يتصل نسبها بيعقوب،لأنّها كانت من أسرة سليمان بن داود، و هومن أولاد يهودا بن يعقوب «3».
1- تفسير القرطبي، ج 6، ذيل الآية موردالبحث. 2- تفسير الميزان الجزء 14، ذيل الآية. 3- مجمع البيان، الجزء 6، ذيل الآية.