امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 426
نمايش فراداده

هذا الأمر الخطير على أحسن وجه.

إنّ سير الأحداث صاحبها حتى آخر مرحلة،بحيث لم يبق بينها و بين الموت إلّا خطوةواحدة، لكن فجأة يرجع كل شي‏ء إلى وضعه، ويهّب كل شي‏ء لمساعدتها، و تخطو في محيطهادئ مطمئن من كل الجهات.

جملة وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِالنَّخْلَةِ التي تأمر مريم بتحريكالنخلة لتستفيد من ثمرها، أعطت درسا لها ولكل البشر، بأن لا يكفوا عن الجد و السعيحتى في أشد لحظات الحياة و أصعبها.

إنّه جواب لأولئك الذين يسألون عن الحاجةبأنّ مريم التي وضعت حملها لتوها تقوم وتهزّ النخلة، ألم يكن من الأولى أن يرسلاللّه- الذي- بعث عين الماء العذب قرب مريمتلك الشجرة اليابسة- نسمة و ريحا تهزّالنخلة و تسقط الثمر قرب مريم؟ فما الذيحدث، حيث أن مريم عند ما كانت سالمة صحيحةكانت تحضر الفاكهة جنب محرابها، أمّا الآنو قد ابتليت بكل هذه المشاكل فإنّ عليها أنتقطف الثمر بنفسها؟

أجل، إن هذا الأمر الإلهي لمريم يوضح أنّهلا بركة بدون حركة، و بتعبير آخر، فإن علىكل إنسان أن يبذل قصارى جهده عند ظهورالمشاكل، و ما وراء ذلك فعلى اللّه.

2- لماذا طلبت مريم الموت من اللّه؟

لا شك أن طلب الموت من اللّه عمل غير صحيح،إلّا أنّه قد تقع حوادث في حياة الإنسانيصبح فيها طعم الحياة مرّا، و خاصّة إذارأى الإنسان أهدافه المقدسة أو شرفه وشخصيته مهددة بالخطر، و لا يملك قدرةالدفاع عن نفسه أمامها، و في مثل هذهالظروف يتمنى الإنسان الموت للخلاص منالعذاب الروحي.